مقدمة
يتكون كلام اللسان العربي من ثمان وعشرين حرفاً ترتبت أبجدياً وإرتبط بها نمط رقمي أسميناه (أعم) ذكرنا ذلك في الموضوع السابق, هذا الترتيب تم جمعه في جملة لتسهيل حفظه وهي..
أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ
نقول بأننا نستطيع فصل اللفظين الأخيرين إلى ثلاث كلمات كل كلمة من حرفين (ثخ ذض ظغ) كما أحفظها شخصياً لتسهيل الحفظ أكثر وكذلك لنطق الألفاظ بسهولة, فيكون مجموع ألفاظ الجملة المشتملة على ترتيب الحروف تسعة.
- أبجد
- هوز
- حطي
- كلمن
- سعفص
- قرشت
- ثخ
- ذض
- ظغ
الترتيب الأبجدي للحروف مع القيم الرقمية المرتبطة بها |
الفرز القرآني
وحيث إصطفى الرحمن اللسان العربي ليكون مُبلّغ رسالته
الخاتمة للعالمين, فإن خير ما نعتمد عليه كمرجع له يحفظ إنتظامه ويبيّن قواعده هو القرآن
الكريم, ونرى فيه أن المولى جل جلاله الكريم قد إختص بالذكر حروفاً معينة
في أوائل تسعة وعشرين سورة تم تسميتها بالحروف المقطعة لأنها تلفظ حال قرائتها بشكل
منفصل, وتم تسمية السور بالفواتح أو فواتح السور لإفتتاحها بالحروف المقطعة, هذه المقاطع من دون تكرار حسب ترتيب ورودها في القرآن الكريم هي..
- ألم
- ألمص
- ألر
- ألمر
- كهيعص
- طه
- طسم
- طس
- يس
- ص
- حم
- حم عسق
- ق
- ن
الآن بفرد الحروف الواردة في هذه المقاطع الأربعة عشر ومن دون تكرار أيضاً نجد أنها أربعة عشر حرفاً هن بحسب الترتيب الأبجدي..
- أ
- ه
- ح
- ط
- ي
- ك
- ل
- م
- ن
- س
- ع
- ص
- ق
- ر
هذه الحروف المميزة قرآنياً تم جمعها بصيغ عديدة لغاية تسهيل حفظها سنورد المشهور منها وهما صيغتان..
- علي صراط حق نمسكه
- نص حكيم له سر قاطع
فرز للحروف قسمها إلى نصفين متساويين أسميناه الفرز القرآني, والحروف المذكورة في المقاطع القرآنية تم تسميتها بالحروف النورانية, ومن ذلك تم إطلاق تسمية الحروف الظلمانية على بقية الحروف نقول ربما بسبب مسألة التناصف
وعدم ذكرها مقطعة ما أجاز مبدأ التناظر على مستوى الإسم, أو تكون المسألة أعمق من الأسباب الظاهرة لنا شخصياً لم نحط بها علماً حتى اللحظة.
يبقى لنا أن نذكر أن هناك فرز آخر للحروف العربية قسمها بالتناصف أيضاُ من خلال طبيعة اللفظ الفطريّة لكل حرف عند دخول ألف لام التعريف عليه, لن ندخل بتفصيله الآن حيث أننا سنورده بمنشور خاص فيه, وختاماً نلفت الإنتباه للتكرار الحاصل مع العدد 14 الذي ورد معنا ثلاثة مرات, مرة مع عدد المقاطع القرآنية من دون تكرار وأخرى مع الفرز القرآني للحروف وأخيراً مع الفرز اللفظي لها, هي مسألة مدعاة للتأمل تنبأنا عن نظام فطري وقرآني يحكم اللسان العربي سنكشف عنه شيئاً في الموضوع القادم بإذن الله.
تحياتي للقارئين الكرام, ضياء المقداد.